Wednesday, October 24, 2007

وتبددت الظلمات

ليل حالك لف أقطار الأرض أخلاقا ودينا ومعاملات..

فتلك الموؤودة .. بأي ذنب قتلت سوي أنها ولدت أنثي؟؟!!.. يدفنها أبوها حية بيد فقدت حنان الأب

وبقلب كالحجارة أو أشد قسوة

ومجموعة من القطعان البشرية تعيش حياة الغاب.. يغير القطيع علي القطيع لافتراس أقواته وخيراته.. بل ونسائه

وأناس لا يعرفون الي الحضارة سبيلاً .. يطوفون بالبيت عرايا

وعقول تخلفت عن العقل البشري الي ما هو أدني من عقل البهيمة التي تعرف لماذا خلقت!!

يعبدون آلهة صنعوها بأيديهم.. فإذا جاع أحدهم أكل إلهه المعبود..

ظلمات بعضها فوق بعض

(نظر الله الي أهل الأرض فمقتهم الا بقايا من أهل الكتاب) صحيح مسلم

فبعث اليهم من السماء رحمة وضياء.. أضاء ما بين المشرق والمغرب

وحياً الي خير خلقه الذي لا ينطق عن الهوي

جاءهم يعيدهم الي الفطرة الإنسانية التي فطر الله الخلق عليها

فحررهم من عبادة الحجارة والكبراء الي عبادة الله

وأخرجهم من ضيق نفوسهم وأخلاقهم الي سعة في الدنيا والآخرة

وبث فيهم روح المشاعر الانسانية من جديد..

رحمة الي من كانت في يد ابيها يسعي بها ليغيبها تحت الثري.. فآبت اليه نفسه البشرية.. وغيبها في حضن ابوته .. وقد أوشك أن يئدها في برائتها .. لا لذنب وهي الطفلة البريئة الا لأنها أنثي

رحمة بالأم ذاقت مرارة العقوق فكان برها والتوحيد قرينان في وحي السماء

رحمة بالمرأة التي كانت سلعة مهينة قبل محمد صلي الله عليه وسلم.. فكرمها أيما تكريم لم تنعم به من قبل ولا من بعد

من ميراث وشهادة واجارة لمن تجير وغير ذلك الكثير

وقبل كل هذا .. أعادها الي مكانتها الحقيقية.. مربية الأجيال ومصنع الابطال والرجال

بل رحمة حتي بأعدائه.. حتي في المعارك.. فلا يعمد الي قتل شيخ كبير ولا امرأة ولا طفل.. بل لا يعذب عدو في قتله ولو في الحرب

رحمات لا تعد ولا تحصي

إنه نور السماء اذا خالج النفس البشرية بصفائه.. بث فيها حياة قلوب طواها الموت وبلت

نور في العقيدة والعبادة والمعاملات.. نور ليضئ حياة البشر ليس في المساجد فحسب.. بل في ادق تفاصيل حياتهم أضائها لهم

نور رسول الله صلي الله عليه وسلم.. الذي يتهافت عليه الملايين عبر السنين فيحتويهم ويسعهم في رحابة وحب

ذلك النور الذي ضم الملايين طائعين مختارين بكل حب من شرق الأرض الي مغربها

ولا أدل علي صدقهم ومحبتهم لدينهم من بذلهم نفوسهم له ذودا عنه في المشارق والمغارب

إنها بشري الوحي حين قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ‏)‏ رواه مسلم ‏.‏

والله متم نوره ولو كره الكافرون

القلم السكندري

3 comments:

Esmat said...

بارك الله فيكى
وجعله الله فى ميزان حسناتك
إتكلمت عن جانب أخر جديد
الموضوع رائع
وتحياتى لك

القلم السكندري said...

الاخت الكريمة/ عصمت

جزاكم الله خيرا

وربنا يجعل العمل ده كله في ميزان حسناتك

فلك الفضل بعد الله عز وجل في هذا التجمع علي الخير

تحياتي

كرم مسلم said...

السلام عليكم

جزاكى الله خيرا على ها المجهود وها العمل المشرف وهه الفكرة الممتازة وجعلها فى ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون